لُوحظ ان الأشخاص أكثر ابداعا والعلماء الأكثر انجازا يقومون بتنفيذ تعدد المهام بطريقة تختلف عن ما نعتقده. فتراهم يسلكون المسلك المعروف بتعدد المهام البطيء
Slow motion multitasking
فتراهم وبدون أي عجلة (وهذه النقطة مهمة! لأن البعض يقوم بإكثار المهام على نفسه عجلة لتحقيق نتائج لحظية!) يختارون ما يودون القيام به ولو كان مختلفا في الهيئة والتفكير والطريقة عن ما عُرف عنهم ويعملون عليه لفترة طويلة من الزمن فتراه يجرب علما وفنا لعدة ساعات في بداية يومه ثم يخصص عندما يمل في الظهيرة ساعة لعلم وفن أخر وفي المساء تراه يخوض في علم وفن آخر وتراه يوثق كل ذلك. وقد لاحظ أحدهم أن العلماء والمخترعين في بداية حياتهم كانوا ينشرون مقالات علمية مختلفة في مواضيع شتى في بداية حياتهم إلى درجة أنه لُوحظ ان بعض العلماء والمخترعين نشروا اكثر من ١٠٠ نشر وبحث علمي في مواضيع مختلفة قبل أن ينتهي بهم المطاف للتركيز على فن وعلم واحد وجدوا فيه مبتغاهم وتحصلوا فيه على غايتهم. لذلك كان من المناسب في بداية حياة العالم ان يطرق علوما مختلفة وفنون شتى ويركز في كل منها كأنه سيقضي فيه بقية حياته ويوثق ذلك ويشاركه مع العامه من أجل أن يكشف نفسه ويعرض نفسه للنقد الذي سيبنيه وبالذات النقد القادم من أهل العلم والخبرة وتراه يقسم يومه في علوم وفنون مختلفة وبدون استعجال او رغبة في الحصول على نتائج سريعة وتراه يستمتع بالتجربة ويوثقها لينتقد نفسه وليجعل لغيره المجال لإنتقاده
البعض يسيء فهم مبدأ تعدد المهام فتراه يكثر من الأعمال الشكلية والتي قد تعطيه شعور بالأمان المؤقت لأنه يقوم بأكثر من شيء في نفس الوقت وتراه يقوم بذلك استعجالا للنتائج وتعجّلا للإنجاز بدون الغوص في اعماق العلوم وبدون التعمق في الفنون مما ينتج عنه شخص غير متمكن في فنه وفي تخصصه كما قيل: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب